"في حال تم عزلي، أعتقد أن الأسواق ستنهار، أعتقد أن الجميع سيصبحون فقراء جدا"... هي جملة يرددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الأيام بتكرار ممل وكأنه يهدد بها العالم في حالة سحب الثقة منه من طرف الشعب الأمريكي المصدوم بلا شك من تاريخ ترامب الذي يعج بالفضائح المالية والجنسية والعلاقات المشكوك فيها مع عصابات المافيا.
ترامب يردد هذه العبارة
للأمريكيين والعالم ولكنه لا يفصل فيها ولا يشرح معناها... فلماذا ستفلس أمريكا
والعالم إذا تم عزله؟ هل هو من يضمن اليوم التوازن المالي والاقتصادي لأمريكا
ونظامها الرأسمالي؟
يعيش ترامب في الآونة الأخيرة
أحلك أيامه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية التي في الواقع لم يقدم لها الشيء
الكثير منذ أن اعتلى سدة الحكم، بل ركز كل عمله على إلغاء قرارات رئاسية سابقة
وتحويل الدول الحليفة الصديقة إلى دول عدوة والعدو يحوله إلى صديق...!! تشعر بأن
ترامب لديه الكثير من الإملاءات والمشاريع التي يريد تحقيقها في ظرف قصير ... ولكن
لا نعرف بوضوح لفائدة من... هل هي لفائدة أمريكا وشعبها؟ أم لفائدة العالم
والإنسانية؟ أم هي مجرد نزوات شخصية حاقدة ورغبات لوبيات داخل وخارج أمريكا؟
الآن... اتضح جليا لأمريكا والعالم
أجمع أن ترامب فنان في خلق الأعداء لنفسه... حتى محامييه الذين لطالما تحملوا
فضائحه ودافعوا عنه أمام المحاكم، كرهوا منه ومن أفعاله ونزواته الصبيانية بالرغم
من أنه رئيس لأقوى دولة في العالم.... هذا الوضع إن استمر سيشعر ترامب بأنه وحيد
في هذا العالم ولن يثق من الآن فصاعدا في أي شخص بما أنه ومنذ أن أصبح رئيسا يملك
في رصيده أكبر عدد من الاستقالات والإقالات لأشخاص كانوا قد رافقوه وشجعوه في
حملاته الانتخابية. لذا، لم يجد ترامب إلا اتباع منهج "أنا وبعد
الطوفان"... وراح يدفع عمدة نيويورك السابق، ومحامي ترامب الحالي، "رودولف جولياني" لتحذير الأمريكيين من "ثورة في الولايات المتحدة، حال عزل
ترامب" ... وهذا ما يسمى في
السياسة بالورقة الأخيرة التي تدل بصراحة على إفلاس سياسة ترامب واستنزاف كل الطرق
والحلول التي من شأنها أن تنقذه من الفخ الذي وضع فيه نفسه.
عرب نيوز