ترامب "المهرج" لقيادة أمريكا والعالم

0



إن الهالة الإعلامية التي عادة ما تحيط بسير الانتخابات الرئاسية الأمريكية أفرزت هذه المرة عن ضجة أخرى أكثر منها وقعا تمثلت في الخيار"الغريب" للشعب الأمريكي الذي وقع على دونالد ترامب، وهو الحدث الذي نزل كالصاعقة على رأس عدد كبير من المواطنين الأمريكيين الذي خرجوا في مظاهرات رافضين العيش تحت رحمة من كان ينعت بالأمس القريب بالمهرج، ذلك الملياردير المتعجرف الذي لا يحسن الكلام ولا ممارسة السياسة، إلا أنه خالف التوقعات وفاز على السيدة الأولى السابقة غير المحظوظة وغير المحبوبة.
هكذا إذن فاز "ترامب" وأصبح الرئيس 45 للعالم الجديد، بفضل ديمقراطية على الطريقة الهوليودية، إلا أنها تبقى دائما ديمقراطية، وكأنها سحر إنقلب على الساحر، هكذا فاز من يعادي الإسلام والمسلمين والعرب ولا يحترم النساء، فاز من يعشق الأموال وحياة البذخ ويغير زوجاته كما تغير القمصان، فاز الذي يبشر بقطع العلاقات مع إيران ويحن إلى روسيا وكوريا الشمالية، فاز الذي وعد بطرد كل المهاجرين من أرض المهاجرين، فاز من هدد بالانسحاب من الحلف الأطلسي ومن المنظمة العالمية للتجارة ومن إتفاقيات حماية المناخ، فاز من قال أنه قادر على القضاء على داعش في 30 يوما، فاز الذي كان ديمقراطيا وأصبح جمهوريا، فاز الذي لا يعترف بشيء إسمه فلسطين، فاز الذي تتخوف منه أوروبا ودول الشرق الأوسط !!
لكن لماذا كل هذا التخوف من صاحب الملايير؟؟ هل يشكل فعلا خطرا كبيرا على العالم والإنسانية؟؟ لماذا صور لنا من طرف الإعلام الأمريكي على أنه سيعيد العظمة لأمريكا من جديد؟ أليست أمريكا عظيمة أصلا؟؟
إن الحقيقة المرة هو أن فوز ترامب لن يغير شيئا في عمق السياسة الأمريكية الحقيقية، فهي سياسة تستمد جذورها من جورج واشنطن إلى غاية ترامب وستسمر أبد الدهر على ما هي عليه، ولا يعد ترامب أو أوباما أو بوش أو غيره إلا قطعة من قطع رقعة الشطرنج، يصعدون لسدة الحكم لإتمام مهمة معينة في ظرف معين بنتائج معينة، والدليل هو أن ما فعله بوش الأب في حربه على العراق، أتمه إبنه ودمر العراق وأفغانستان وأعدم صدام، ثم جاء أوباما ليفرض سياسة الحرب من أجل إحلال السلم والفوضى الخلاقة ورمى بالقاعدة وبن لادنها في البحر ليفسح المجال لداعش وحروب الربيع العربي، ونحن اليوم أمام عهد جديد، عهد "ترامب" الجمهوري الذي لا شك بأنه سيسير مرحلة ما بعد داعش وسيغرق العالم ربما في أزمة اقتصادية خانقة قد تتولد عنها حروب إقتصادية ونزاعات حول الثروات، مرحلة ستعزل فيها أوروبا ودول الشرق الأوسط ويتغول فيها بلد العام "ترامب" على بقية العالم!! أو باختصار شديد: عالم لا مكان فيه للضعيف.
عرب نيوز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من هو جوليان أسانج؟... تعرف على مسرب الوثائق السرية الذي تريده أمريكا بأي ثمن

يعد جوليان أسانج في نظر أنصاره أحد الباحثين المناضلين بقوة من أجل الوصول للحقيقة. لكنه في نظر منتقديه شخص يبحث عن الشهرة عرّض حياة كثي...

بحث هذه المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

Animation - Scroll IMG (yes/no)

Fixed Menu (yes/no)

Related Posts No. (ex: 9)

PageNavi Results No. (ex: 7)

الصفحة الأولى

Facebook

Advertising

ad

جميع الحقوق محفوظه © Arabs news عرب نيوز

تصميم الورشه