إن الملاحظ اليوم لحالة سوريا يتساءل عما إذا كان الحل قريبا أم أن
النفق لا يزال طويلا وشاقا، لأن سوريا هي الشوكة التي علقت في حلق منظري ومنفذي
ثورات الربيع العربي الذين كانوا يبشرون بقروب سقوط الأسد ونظامه كما سقط القذافي
وبن علي ومبارك، إلا أن المعادلة تبدو اليوم غاية في الصعوبة وفضلت القوى الغربية
الإنهماك في معالجة الملف الليبي واضعة سوريا في قائمة الاحتياط، ذلك لأن الحرب في
سوريا أخذت أبعادا عالمية شاملة لاسيما بعد تدخل روسيا التي حشرت أنفها في هذا النزاع
مغيرة بذلك المعادلة وقررت حماية نظام الأسد حليفها الأزلي لتنضم إلى الصين وإيران
والعراق وحزب الله اللبناني من جهة وتطيل بذلك عمر الحرب الأهلية الضروس من جهة
أخرى.
في الجهة المقابلة نجد العربية السعودية وقطر الداعمتين لسقوط الأسد
وراء كل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا... وكأن كل ذلك لم يكن كافيا، حتى فرضت
"داعش" نفسها في الميدان وهي التي كانت تتحكم في 40 بالمائة من الأراضي
السورية قبل أن يتم دحرها تدريجيا، ضف إلى ذلك إحياء نزاع سني شيعي مقيت وتواجد أكثر من 30 تنظيم مسلح
متناحر في هذه الحرب
هذا الوضع المعقد يجعل الكثير منا يطرح السؤال التالي: حتى لو انتهت الحرب
في سوريا بأي حال من
الأحوال... فمن سيحكم سوريا؟
عرب نيوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق