ما بالنا اليوم نتحدث عن صلح توصل إليه طرفان
متنازعان في فلسطين بين سلطتي حماس وفتح وننظر إليه على أنه حدث عظيم وانتصار كبير
في مسار المشاورات بين طرفي السلطة في فلسطين، وما بالنا نشخص أبصارنا مندهشين في
المشاهد التي تصور لنا مسؤولي حماس وفتح وهما يتصافحان فيما بينهما ويتبادلان
التحية والكل مبتهج بمناسبة هذا الاتفاق أو بالأحرى الصلح الذي تم إبرامه بعد
سنوات طوال من العداء أفضى في العديد من الأوقات إلى مواجهات مسلحة بل وقتلى بين
الإخوة الأعداء...
ألم نكن بالأمس القريب نكن العداء للكيان
الصهيوني والفكر الاستيطاني لإسرائيل ونثور لممارسات الجيش والمستوطنين الصهاينة
في حق إخواننا في فلسطين الذين تعرضوا ولازالوا لشتى أنواع التعنيف والتقتيل
والظلم وسلب للحقوق؟ ألم نكن نمقت كل ما هو صهيوني؟ ألم نكن نقول أننا مع فلسطين
ظالمة أو مظلومة؟ ألم نكن نحن العرب بجيوشنا وحكوماتنا درعا في وجه الغزو والاحتلال
الصهيوني دفاعا عن أولى القبلتين؟ ألم تكن فلسطين القضية الجامعة للأمة العربية؟
ألم تكن فلسطين هي سبب وحدتنا؟
فما بالنا اليوم نفرح لصلح شحيح جاف جمع
أشلاء متناثرة لإخوة أعداء فرقتهم المصالح والمطامع... ونصوره على أنه انتصار كبير
بعد سنوات من الصراع وكأن الأطراف المتنازعة في القضية الفلسطينية موجودة داخل
فلسطين نفسها وليس خارجها، وكأننا وصلنا اليوم إلى درجة من الوهن والضعف والخنوع تجبرنا
على الاحتفال بصلح غريب بين أخوين كانت تجمعهما قضية واحدة وعدو واحد... فإلى أين
نحن متوجهون... فالحمد لله على أنها مازالت تجمعنا قبلة واحدة... ولا نأمل أن يأتي
يوم نفرح فيه بعودتنا إلى أن نولي وجوهنا قبل قبلة واحدة.
عرب نيوز (11/02/2016)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق